منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 
ثابت : فلسطينيو سوريا في لبنان، إبداع من رحم المعاناة

من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيي في سوريا وتحديداً من شارع العروبة، حمل معه موهبته التي ورثها عن والده منذ أكثر من 15 سنة، بأدوات بسيطة ومواد رخيصة وبمكان متواضع استطاع اللاجئ الفلسطيني الخمسيني محمد رضى حمد، أبو عمران، أن يحول مرارة الهجرة واللجوء والهرب من ويلات الحرب في سوريا، الى مكان ينمي فيه قدراته ويصقل موهبته ويسقط انتماؤه الوطني بشكل إبداعي، وهو الذي ينتمي الى قرية الصرفند الفلسطينية قضاء حيفا، يحن الى العودة إليها يوما ما.
"ثابت" زارت أبو عمران في "معمله" في مخيم عين الحلوة، والتقت أيضا بصديقه صقر الخروبي من عرب الغوير أبو شوشة قضاء طبريا، والمقيم أيضا في مخيم عين الحلوة وهو الذي يستعين فيه في مهنته وقد قدم معه من مخيم اليرموك، فمهنة "فن التركيب" بحاجة على الأقل لشخصين كما يقول أبو عمران، يسوقان الانتاج لدى واحدة فقط من المؤسسات التجارية في مخيم عين الحلوة...، إلا أن حلم أبو عمران الموجود في لبنان منذ شهر شباط 2013 بأن "يكون في كل منزل فلسطيني أو مؤسسة فلسطينية في لبنان أو خارج لبنان واحدة من القطع التي تدل على فلسطين والتمسك بحق العودة". 
يقول أبو عمران بأنه "لا يدفع أجرة "المعمل" المتواضع الذي يعمل فيه، فقد تم تقدمته مجاناً من قبل الإتحاد الرياضي التابع لمنظمة التحرير"، بينما الرجل يقيم في واحدة من خيم تجمع الكرامة للفلسطينيين المهجرين من سورية الملاصق لمخيم عين الحلوة ولديه ستة من الأبناء يقيمون معه في نفس الخيمة اصغرهم نور ابنة الاحدى عشرة سنوات، ومعاناته مضاعفة اذ يعيش معه ابنه علي (28 سنة) الذي يعاني من التهاب فقري لاصق، يعيق الحركة والتنقل، وبحاجة إلى علاج دائم.
كما العائلات الأخرى من المهجرين الفلسطينيين من سورية ينتظر أبو عمران مساعدات "الأونروا" والمؤسسات الأهلية والفصائل واللجان الشعبية لتغطي جزء من احتياجاته، إلا أن ما يقوم به الرجل أكثر من مهنة يتطلع الى أن تغطي ولو جزء يسير من تكاليف الحياة اليومية الباهضة الثمن في لبنان، إنما هي موهبة إبداعية ملاصقة لحركاته وسكناته، "والمسألة ليست مسألة مال على أهميته في تطوير عملنا" يقول أبو عمران ويوافق زميله صقر، ويضيف "فأحيانا نمر بمشكلة مالية بحيث لا يتوفر سعر المواد الأولية، نضطر أن ندفع من جيوبنا أو ننتظر ما تجود علينا به "الاونروا" لندفع ثمن المواد كي نستمر، لأن الركود والإستسلام للحياة الصعبة سيقتلنا، وهذا تحد كبير بالنسبة إلينا بأن نتغلب على معاناتنا وتحويل طعم مذاقها المر الى حلاوة، فليس لدينا خيار آخر"، ليسترسل قائلاً "أشعر بالإستمتاع عندما تتحول المواد بين يدي تارة الى مجسم لقبة الصخرة المشرفة أو المسجد الأقصى المبارك أو خريطة فلسطين أو مفتاح العودة أو شخصية فلسطينية...، فهذا يرفع من معنوياتي ويزيدني إصراراً على التمسك بحقي المشروع كفلسطيني، في مخيم اليرموك كان عندنا كل ما هو ضروري للمهنة من مكان ومواد وتسويق... لكن الحرب أتت على كل شيء، وها نحن هنا نبدأ من جديد ومن الصفر لعل وعسى أن ينتهي هذا الكابوس ونعود الى مخيماتنا من جديد ونعيد بناء ما تدمر ونتمنى قبل هذا كله أن نعود الى فلسطين".
"نحول مادة الجبص والمواد اللاصقة وبعض الزخرفة الى لوحات وطنية... ولكن عملنا لا يقتصر على هذا فقط، وإنما أيضا يتعداه إلى الحفر على الزجاج وصب الشمع وحفر الحجر الصناعي والمجسمات المتنوعة على مداخل المنازل...، ولكن الآن نعمل بما يتوفر من امكانات، نتطلع الى أن يتم تبنينا من إحدى المؤسسات ونحن جاهزين لتعليم المهنة وصناعة أشياء كثيرة ومفيدة".
غادرنا "المعمل" والبسمة لا تفارق ثغر الرجل، فأبو عمران نموذج من نماذج كثيرة للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية، الصمود وقوة الإرادة والصبر والتغلب على المعاناة هي العنوان، وبدون أدنى شك هناك المزيد من المواهب، إن لم يكن في تجمع الكرامة حتماً سيكون في مكان آخر.
"ثابت" لحق العودة
3/9/2013
 
 
 
جديد الموقع: