منظمة ثابت لحق العودة
 
الصفحة الرئيسية من نحن إتصل بنا
حراك ثابت
أخبار ثابت
بيانات ثابت
حراك إعلامي
إصدارات ثابت
محطات على طريق العودة
تقارير ثابت الإلكترونية
إبداع لاجئ
أرشيف ثابت
صدى اللاجئين
حملة انتماء
حملة العودة حقي وقراري
مبادرة مشروعي
مقالات العودة
تقارير وأبحاث
انضم لقائمة المراسلات
 
 
صفحتنا على الفايسبوك
عضوية منظمة ثابت في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي
 

ماذا يعني قبول فلسطين عضواً في اليونيسكو وتصويت فرنسا لصالحها؟

 

اللواء:

94 عاماً مرت حتى الآن على إعلان وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني 1917، حيث تحل الآن الذكرى التي تعد بل تعتبر أسوأ ذكرى لأسوأ وقائع حلت على الأمة العربية، بل والأمة الإسلامية التي تآمرت فيها الدول الغربية في أسوأ مؤامرة يقتلع فيها شعب من أرضه وأرض أجداده، هو الشعب الفلسطيني، وإعطائه لشعب آخر هو الشعب اليهودي··

هو وعد قطعه وزير الخارجية البريطاني <آرث بلفور> عبر رسالة خطية بإسم الحكومة البريطانية، وجهها إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية اللورد <ليونيل والتر روتشيلد> يمنح الشعب اليهودي وطناً قومياً في فلسطين··

ومنذ ذلك التاريخ مراحل كثيرة صعبة ومؤلمة وتاريخية في صنوف الحروب والإعتداءات الإسرائيلية المتعددة، والنضالات الفلسطينية المتكررة، يومياً على مساحة الأرض الفلسطينية، حيث يرفض الشعب الفلسطيني أي شكل من أشكال الإحتلال، ويقدم أغلى وأرفع حالات المقاومة والصمود والإستشهاد، سواءً على الصعيد الفلسطيني البحت، أو من خلال المشاركة العربية في بعض أشكال مواجهة الإحتلال، وإغتصاب الأرض، ومحاولات الإستيطان والتهويد والتشريد··

وقد سلكت القضية الفلسطينية مسالك <مجلس الأمن الدولي> و<الأمم المتحدة> و<اليونسكو> وكل المنابر الدولية، في محاولات رفض العدوان، وإثبات الحق الفلسطيني في أرضه ووطنه، بالرغم من كل المؤامرات التي يحيكها الغرب والسياسة والمصالح الدولية ضد العرب عموماً، والفلسطينيين خاصة··

عود على بدء في المأسأة الفلسطينية التي لم يشهد التاريخ منذ بدئه مأساة أو قضية مماثلة، بالرغم من كل مؤامرات العصر والتاريخ·

اليوم وبعد 94 عاماً ما تزال القضية الفلسطينية محور أهم القضايا التي تشغل العالم كله، بكل دوله العربية والإسلامية ودول الغرب من أميركا وبريطانيا والدول الأوروبية·

فالشعب المضيء بكل ألوان التضحيات يومياً وليلاً ونهاراً، وفي كل مكان وأي مكان لا يزال يقول لا حق يضيع في الأرض والوطن، قبل إستعادة الحق في الأرض والوطن والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف··

لقد أعطى وعد بلفور <ما لا يملك لمن لا يستحق> - أي أعطى لشعب بدون وطن، وإنتزع هذا الحق عن شعبٍ يقيم في وطنه، وقد ساعد الإنتداب البريطاني على تنفيذ هذا الوعد بالقوة وإرتكاب المجازر وإقتلاع شعب فلسطين في أرضه ووطنه، حيث لا يزال منذ العام 1948 بين: واقع تحت الإحتلال الإسرائيلي، أو مشتت داخل الوطن، أو في الشتات في أصقاع المعمورة·

وزرعت بريطانيا الغدة السرطانية في قلب العالم العربي والإسلامي، من أجل أن تكون قاعدة متقدمة لها وللغرب، قبل أن تصبح في أحضان الولايات المتحدة الأميركية، بل مؤثرة في السياسة الأميركية، وعلى العديد من الدول الغربية، حيث برزت المشاكل في قلب العالم العربي والإسلامي حائلة دون تحقيق طموحاته بالوحدة·

منذ العام 1917 وحتى العام 1948، سعت بريطانيا مدعومة من دول غريبة إلى ترسيخ الكيان الصهيوني، على أمل أن ينسى الفلسطينيون وطنهم وأرضهم، سواء بالتقادم أو الهيمنة والإبادة، وهو ما كان قد عبّر عنه صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون بعد احتلال فلسطين في العام 1948، بالقول: < الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون>·

تمسك بحق العودة ولكن أثبتت الأيام والتجارب أن الأجيال الفلسطينية، منذ الأجداد والآباء ما زالوا يتمسكون بحقهم، فكل الفئات العمرية - كباراً وصغاراً - متمسكة بهذا الحق، وهم أكثر شدة واصراراً من الأجيال التي سبقتهم، فالإطفال والشباب والصبايا يحدثونك عن فلسطين وكأنهم ولدوا وترعرعوا فيها، حيث تخيلوا ما نقل إليهم من ذاكرة الآباء والأجداد عن ذكريات وطن سليب، فعاش فيهم ولم يعيشوا فوق ترابه، ومن تسنى له زيارة أرض فلسطين ممن لم يولد فيها، حدث لدى عودته إلى أماكن الإنتشار في الشتات، عن مشاهداته، وما حمله من تراب أرض الوطن، مؤكداً التمسك بحق العودة وفقاً للقرار الدولي 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 11 كانون الأول 1948 - أي بعد أقل من 7 أشهر على نكبة فلسطين، والذي نص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي اقتلعوا منها، وهو حق جماعي وفردي مع حق التعويض عن سنوات المعاناة والإبعاد·

الفلسطينيون الموزعون في أصقاع الأرض يعانون واقعاً إجتماعياً ومعيشياً صعباً، لأن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، فلا ينفذ ما يتعلق من قراراتٍ دولية ضد العدو الإسرائيلي، حتى يضرب بها بعرض الحائط، فيما يُسارع إلى تنفيذ ما هو لصالح الكيان الصهيوني·

وما زالت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا - التي كانت سبب المعاناة الفلسطينية - والعديد من الدول، تُنكر على الشعب الفلسطيني حقه بدولة فلسطين كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من إعتراف 128 دولة في العالم بالدولة الفلسطينية، فيما هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإستخدام حق النقض <الفيتو> ضد تقديم فلسطين طلب عضويتها، حيث تضغط الإدارة الأميركية على دولٍ أعضاء في <مجلس الأمن الدولي> من أجل عدم التصويت لصالح عضوية فلسطين، من بين أعضاء المجلس الـ 15، علماً أن 8 دول أعضاء في المجلس قد أعلنت موافقتها على التصويت لصالح طلب العضوية، وهي: لبنان، روسيا الاتحادية، الصين، جنوب أفريقيا، البرازيل، الهند، غابون ونيجيريا·

الصوت الراجح وباتت فلسطين بحاجة إلى صوت واحد، حيث من المقرر أن يتم التصويت على ذلك في الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن، الجمعة 11 تشرين الثاني الجاري·

والدولة التي من المتوقع أن تصوّت لصالح طلب عضوية فلسطين يتوقع أن تكون البوسنة والهرسك إذا ما تم ذلك، دون إستخدام أي من الدول الأعضاء الدائمين في المجلس حق النقض <الفيتو>، سيحال طلب العضوية إلى <هيئة الأمم المتحدة>، حيث تحتاج فيها إلى 130 صوتاً لتنال الاعتراف بالدولة كاملة العضوية، وهو أمر غير صعب توافره، خصوصاً أن الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية هي في تزايد، منذ إعلان <المجلس الوطني الفلسطيني> استقلال فلسطين في الجلسة التي عقدها في الجزائر بتاريخ 15 تشرين الثاني 1988، حيث اعترف بعدها 100 دولة، إلى أن وصل العدد حالياً إلى 128 دولة·

ويبقى 5 دول أعضاء في مجلس الأمن، يتوقع أن تكون مواقفها بين استخدام <الفيتو>: الولايات المتحدة الأميركية، أو الامتناع عن التصويت أو الاعتراض: بريطانيا، كولومبيا، ألمانيا والبرتغال·

أما العضو السادس، وهي فرنسا، لم يتضح ماذا سيكون موقفها، وذلك بعد المفاجأة التي سجلتها بالتصويت على طلب قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة <اليونيسكو>، وهل هذا يعني تغييراً في الموقف الفرنسي لجهة احتمال التصويت لصالح عضوية الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن!

هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة!

عضوية <اليونيسكو> وقد حصلت دولة فلسطين أمس الأول (الاثنين) على العضوية الكاملة في <اليونيسكو>، خلال التصويت الذي جرى في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية <باريس>، حيث صوّت لصالح إنضمام فلسطين 107 أعضاء، فيما عارض 14 عضواً، وامتنع عن التصويت 52 عضواً، وعارض 14 عضواً، بينهم الولايات المتحدة الأميركية و<إسرائيل>·

واللافت هو تصويت دول من أوروبا الغربية لصالح عضوية فلسطين، ومنهم إلى فرنسا، اسبانيا، بلجيكا، النرويج، النمسا، لوكسمبورغ، ايرلندا وايسلندا·

وكان واضحاً ردود الفعل على قبول عضوية فلسطين كدولة في <اليونيسكو>، التي لا يمكن أن تخضع لـ <الفيتو>·

ولعل البارز، هو رد الفعل الأميركي السريع، بقرار قطع التمويل عن <اليونيسكو> بعد قبول عضوية فلسطين، حتى كان من المقرر أن تسدد واشنطن 60 مليون دولار إلى <اليونيسكو> خلال تشرين الثاني الجاري·

وقد أحرج قبول عضوية فلسطين، البيت الأبيض، حيث عبّر المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني عن ذلك، معتبراً أن ذلك <يؤتي نتائج عكسية حيال هدف المجتمع الدولي التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط>·

وهذا الموقف يؤكد الانحياز الأميركي لصالح الكيان الصهيوني، حيث ترفع الإدارة الأميركية العلم الإسرائيلي في كل المحافل، وهو ما يُمكن أن يترجم في <مجلس الأمن>، إذا تأمّن تصويت 9 دول لصالح قبول طلب عضوية فلسطين، حيث ستستخدم <الفيتو> ضد هذا القبول·

ورأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن منح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة الدولية، يُشكل <انتصاراً للحق والعدل والحرية>··

وحتى الفصائل الفلسطينية، التي كان لها إعتراض على توجه القيادة الفلسطينية إلى <مجلس الأمن الدولي> رحّبت بدخول فلسطين إلى <اليونيسكو>، معتبرة أنها <خطوة إيجابية تؤكد على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته وتراثه··

وقبول فلسطين عضواً في <اليونيسكو> يعني الكثير، وخصوصاً بشأن القدس والأماكن المقدسة والتراثية والتاريخية، التي يقوم الاحتلال الإسرائيلي، بتهويدها، أو مصادرتها أو الإستيلاء عليها وتغيير معالمها·

ويهدف الفلسطينيون من خلال الإعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، إنطلاقاً من أن إقامة دولة فلسطين مستقلة وذات سيادة، هو حق طبيعي وتاريخي وقانوني للشعب الفلسطيني يكفله القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني·

ويرسخ الإعتراف بدولة فلسطين ودعم إنضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة عدم أحقية <إسرائيل> بأي جزءٍ من الأرض التي إحتلتها في العام 1967، وهذا يتفق مع قرار <مجلس الأمن الدولي> 242، الذي أكد على عدم أحقية الإستيلاء على أراضي الغير بالقوة·

وإنطلاقاً من أن الأمم المتحدة قد إعترفت تكراراً أن للشعب الفلسطيني الحق في حقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية، لهذا يجب إتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني وتمكينه من تقرير وضعه السياسي·

ولأن فلسطين تستوفي كافة الشروط المنصوص عليها في معاهدة <مونتفيديو> للعام 1933، من حقوق وواجبات الدول، فالشعب الفلسطيني يستوفي تلك الشروط لجهة الأرض - على الرغم من الإحتلال الإسرائيلي لها، وإقامة علاقات مع دولٍ أخرى - فهناك علاقات وسفارات وبعثات دبلوماسية لفلسطين في أكثر من 100 دولة

· وفلسطين هي دولة محبة للسلام وتلتزم بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ولديها حكومة، وقد أعلنت قبل عامين الحكومة الفلسطينية عن خطتها لبناء الدولة الفلسطينية، التي تبنتها الأسرة الدولية، ودعمت تطبيقها·

وقد أصرت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس <أبو مازن> على التوجه إلى <مجلس الأمن> وليس إلى <الأمم المتحدة>، وكان لخطابه المؤثر بتاريخ 23 أيلول وقعه وصداه لدى العالم أجمع، حيث أكد تمسكه <بالسلام، وأن لا إستئناف للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو - التي لا تلتزم السلام - في ظل إستمرار تهويد القدس وإقامة المستوطنات بدلاً من تجميدها>·

وتزامن تقديم طلب عضوية فلسطين إلى <مجلس الأمن> مع ترأس لبنان لدورته الحالية من خلال السفير الدكتور نواف سلام، وهي عضو في <جامعة الدول العربية> و<منظمة التعاون الإسلامي> و<حركة عدم الإنحياز> و<مجموعة الـ 77>، كما أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عضو في هيئة الأمم المتحدة منذ العام 1947·

الخيارات المتاحة وإذا رفض طلب عضوية فلسطين في دورة <مجلس الأمن> الحالية، فإن أمام القيادة الفلسطينية خيارات كثيرة، ومنها تكرار عملية طلب العضوية، وهو ما ينسجم مع العديد من السوابق لأعضاء حاليين في <الأمم المتحدة>، إضطروا إلى تكرار طلب العضوية عدة مرات للحصول على موافقة <مجلس الأمن>، مثل: اليابان، إيرلندا، البرتغال والأردن·

وتخشى <إسرائيل> من دخول فلسطين إلى <الأمم المتحدة>، والهيئات الدولية، لاحتمال طرح ملفات أمام الهيئات القضائية الدولية، وتحديداً محكمة الجنايات الدولية I.C.C، حيث سعت أطراف دولية لتنال تعهداً من الجانب الفلسطيني بعدم طرح أيّ من القضايا أمام هذه المحكمة، ومقايضة ذلك برفع الصفة التمثيلية لدولة فلسطين، لتصبح دولة <غير عضو في الأمم المتحدة>، وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية· 

 
جديد الموقع: